الفن
ART
“
في إطار التنمية والتطوّر، على (الفن) أن يخضع ويمر بمتغيّرات معينة في المنظور والتقنية، وحتى في الروحيّة … وينبغي أن يكون هذا التغيير ضمن التعبير البسيط والطبيعي، وكذلك في المادة المستوعبة [ترجمة عن النص الإنجليزي الأصلي]
“
أمين الريحاني، "السوري في الفن الامريكي"، مجلة العالم السوري
(ذي سيريان وورلد)، تشرين الثاني ١٩٣٠، أرشيف مركز خير الله.
المقدمة
في إطار ازدهار الحياة الثقافية في المهجر بداية القرن العشرين، شكّل الفنانون الهواة والمحترفون، والنقاد والمعارض الفنية، والتجار الذين استخدموا محلاتهم للإتجار بالقطع الفنية، محورا ومركزا إبداعيا متجددا على امتداد أرجاء البلاد.
وفي قلب النشاط الفني النابض هذا وجدت الثقافة العربية الأمريكية البصرية والحسيّة مكانها. فمن داخل الولايات المتحدة وخارجها، باتت الأعمال الفنية للفنانين وسيلةً لإنصهار واندماج تجربتهم في الشتات، وانعكاساً للعديد من التقاليد والأمكنة والأساليب التي ارتبطوا بها في وطنهم أو في ارتحالهم.
.أسعد غصن، صورة لنعوم مكرزل، حوالي ١٩٠٤ - ١٩٤١. مجموعة خاصة
جبران الفنان
جبران خليل جبران
"أنا ارسم، أو أنا أتعلم الرسم. وسيلزمني وقت طويل لكي أَرسم كما أود أن أَرسم، لكن جميل هو الشعور بأن يرى المرء بعينه تطوّر الأشياء". [ترجمة عن النص الانجليزي الأصلي]
خطاب جبران خليل جبران إلى ماري هاسكل، ٢ تشرين الأول ١٩٠٨.
يعتبر جبران من الروّاد العرب الأمريكيين في الفن. وقد أدرك نبوغه وعبقريته الفنية هذه أساتذتُه والفنانون المحليون البارزون آنذاك عندما كان في سن الثانية عشرة. لقد أقام جبران معرضه الفني الأول في مدينة بوسطن عام ١٩٠٤، وعرض فيه رسوماً تخطيطية ولوحات مستوحاة من الواقعية. ومن ثم سافر إلى باريس لدراسة الرسم بالزيت في أكاديمية جوليان في (١ تموز عام ١٩٠٨) تحت رعاية ماري هاسكيل. وفي عام ١٩١٠، عرض جبران لوحته المشهورة "الخريف" (١٩١٠) في الجمعية الوطنية للفنون الجميلة، كما عرض العديد من لوحاته في الإتحاد الدولي للفنون الجميلة لاحقاً تلك السنة.
جبران خليل جبران، لوحة ذاتية (بورتريه)، الرسم بالزيت على الماسونيت، حوالي ١٩١١. متحف تلفير للفنون، مدينة سفانا في ولاية جورجيا.
ميراث جبران الفني
مختارات من أعمال جبران الفنية
اكبس على الرسم للمزيد من التفاصيل
ماري عزيز الخوري
كانت ماري عزيز الخوري، التي تُعرف أيضاً بـ "أم الزمرد"، مصممة مجوهرات عالمية ذائعة الصيت، وجامعةً للتحف الفنية وعضواً في مجلس إدارة متحف المتروبوليتان للفنون، وكاتبة حرة مستقلة تقطن وتعمل في مانهاتن. لقد نالت تصاميم الخوري الجذابة والملفتة للأحجار، شهرةً واسعة، وظهرت في مجلات بارزة مثل فوغ، وذي نيويوركر، وذي كريستيان ساينس مونيتر، وهاربرز بازار وغيرها. وارتدت مجوهراتها سيدات مرموقات من ضمنهم راقصة الباليه دزيري لوبفسكا، وبورتشيا غرافتون، والممثلتين آليس برادي وماري ناش.
ماري عزيز الخوري، جريدة "ديلي نيوز"، نيويورك، ٢١ اغسطس ١٩٣٨.
مختارات من أعمال الخوري الفنية
اكبس على الرسم للمزيد من التفاصيل. قم بالتمرير باستخدام الأسهم البيضاء اليسرى أو اليمنى لرؤية المزيد من التصميمات.
أسعد غصن
يعتبر أسعد ت. غصن من رسامي الصور الشخصية في أول القرن العشرين. هاجر غصن من سوريا الكبرى عام ١٨٩١ إلى إيطاليا لدراسة الرسم بالزيت في أكاديمية الفنون الجميلة في روما (Accademia di Belle Arti di Roma). وبعد هجرته إلى الولايات المتحدة عام ١٩٠٤، فتح غصن ورشته الخاصة في بروكلين قبل الإنتقال إلى مدينة ريتشموند في ولاية فرجينيا، وتخصص في رسم الصور الشخصية بالزيت نقلاً من الطبيعة والصور الفوتوغرافية. وعلى مدى سنوات عمله، رسم غصن العديد من الشخصيات من ممثلي الولاية والشركات والكنائس والعائلات البارزة والعائلات العربية الأمريكية في المجتمع، الذين أسندوا إليه هذه المهام نظراً لمهارته في الرسم الواقعي وإبراز الهُويّة الشخصية. وعرض غصن العديد من لوحاته المستوحاة من المناظر الطبيعية والحياة الصامتة، ورسومات الصور الشخصية والمشاهد الشرقية في إيطاليا ومدينة نيويورك وفي معارض كوركوران في العاصمة واشنطن.
صورة أسعد غصن وزوجته سعدّية غريب، لا تاريخ. مجموعة خاصة.
مختارات من أعمال غصن الفنية
اكبس على الرسم للمزيد من التفاصيل.
-
إختر لوناً من مجموعة الألوان إلى اليسار
-
إختر المساحة على اللوحة لإضافة اللون
-
حمّل لوحتك بعد الإنتهاء منها!
بحسب سرعة الإنترنت لديك، قد يأخذ التلوين التفاعلي بعض الوقت.
للتمرير إلى الأسفل وتخطي هذا النشاط التفاعلي، ضع مؤشر الفأرة (الماوس) بعيدا عن مستطيل النشاط
لوّن لوحة غصن
نقولا س. مقصود
نقولا سليم مقصود (ولد في ٧ آذار ١٨٨٤، وتوفي في تموز ١٩٧٢ في زحلة، لبنان)، رسام بارز آخر أسس لنفسه مساراً مهنياً وفنياً في بروكلين. هاجر إلى نيويورك عام ١٨٩٩، ودرس الفن في الأكاديمية الوطنية للتصميم هناك، واشتُهر برسم المناظر الطبيعية و بمهارته في المنمنمات الصغيرة. وشغل مقصود على مدى سنوات عمله مناصب عدة، منها أمين خزنة في جمعية بروكلين للفنانين، ورئيساً لجمعية بروكلين للرسومات والمنمنمات الصغيرة، ومن ثَمّ انتخب عضواً في نادي سالماغوندي للفن.
نقولا مقصود، ذي بروكلين ديلي ايغل، ٦ كانون الثاني ١٩١٨.
مختارات من أعمال مقصود الفنية
اكبس على الرسم للمزيد من التفاصيل.
إيما معلوف
لا يوجد في الأرشيف، الكثير حول حياتها الشخصية، إلّا أن براعة إيما معلوف كمصممة أزياء كانت باديةً في العديد من مجلات المرأة والصحف السبّاقة. ولدت معلوف في زحلة، في لبنان، عام ١٨٩٢ لعائلة متعلمة ومثقفة من الطبقة الوسطى، وهاجرت مع أسرتها إلى نيويورك عام ١٨٩٤. ومن بين أخوانها إسكندر معلوف، الموسيقي وقائد الأوركسترا المشهور. وبحسب ما هو مدوّن في سجلات الهجرة، فإن حنّة، والدة إيما، كانت تساعد أسرتها في لقمة العيش من خلال عمل "المطرزات والمخرّمات الأنيقة". وهكذا بات انخراط إيما معلوف في الصناعة وتوفر رأس المال اللازم لبدء العمل، من الأسباب التي ساعدتها على دخول عالم الأزياء وبراعتها فيه.
إعلان لرداء العرائس من قماش النايلون مع قميص نوم ملائم من تصميم إيما معلوف. هاربرز بازار، المجلد ٨٥، العدد ٢٨٨٦، أيار ١٩٥٢.
مختارات من أعمال معلوف الفنية
اكبس على الرسم للمزيد من التفاصيل.
لا يعتبر أمين الريحاني الأميركي من أصل لبناني، مفكراً وكاتباً وخطيباً لامعاً فحسب، بل كان رساماً تخطيطياً وناقداً فنياً معروفاً أيضاً. كان الريحاني محاطاً بفنانين من أرجاء العالم، كونه عضواً في الأندية والمجتمعات الأدبية في نيويورك، وربما هذا ما أغنى ميول الريحاني الفنية وسعيه لتطويرها. وفي عام ١٩١٥التقى الريحاني بـ (بيرثا كيس)، وهي فنانة أميركية أصبحت زوجة الريحاني فيما بعد، تعرف أمين من خلالها على مدى تأثير وقوة الفن الأوروبي لفنانين مثل هنري ماتيس وبابلو بيكاسو وبول سيزان.
أمين الريحاني
رسم أمين الريحاني بريشة س. ج. وولف، ١٩٢٠. مجموعة أمين الريحاني، أرشيف مركز خير الله.
مختارات من أعمال الريحاني الفنية
اكبس على الرسم للمزيد من التفاصيل.
عيسى الحلو
كان عيسى جوزيف الحلو (١٨٩٢-١٩٣٥) رساماً واعداً، هاجر وعائلته من طرابلس، لبنان، إلى الولايات المتحدة عام ١٨٩٩. وصلت العائلة في البداية إلى لاتروب في ولاية بنسلفانيا، إلاّ أن الحلو وعائلته استقروا لاحقاً في شرق ألتونا، في بنسلفانيا، والتحق هو لاحقاً بالمدارس الحكومية وتخرج في الثانوية العامة عام ١٩١٦. وبعد تخرجه، عمل الحلو لوقت قصير كبائع سجاد، كما كان والده، ومن ثم تحوّل إلى بيع وشراء الأعمال الفنية. وفي ٢٨ تموز ١٩١٨، اُرسل الحلو إلى قاعدة جاكسون العسكرية من أجل التدريب الأساسي في مدينة كولومبيا في ولاية كارولينا الجنوبية، حيث عمل هناك رساماً في قسم التمويه. وبعد انتهاء خدمته العسكرية لاحقاً تلك السنة انتقل الحلو إلى فيلادلفيا، وفي بداية العشرينات من القرن الماضي وجد طريقه إلى نيويورك حيث درس الفن.
عيسى الحلو، ١٨ نيسان ١٩٣٥. مجموعة أمين فارس الريحاني، أرشيف مركز خير الله.
مختارات من أعمال الحلو الفنية
اكبس على الرسم للمزيد من التفاصيل.
الفنانات العربيات الأمريكيات
تكشف مجموعات المهجر اليوم، الإغفال والإستبعاد المتواصل للفن النِسوّي في صفحات الأرشيف، وتسلّط الضوء على حالات التهميش التي يتعرضن لها في عالم الفن. ففي الوقت الذي شكلتا فيه ماري عزيز الخوري وإيما أ. معلوف استثناءً، إلا أن المقالات في الصحف والمجلات لم تقدم لنا سوى النزر اليسير عن المساهمات التي قدمتها الفنانات الأمريكيات من أصل عربي. فعلى سبيل المثال، الفنانة ر. د. زمّر من ولاية ميسوري، سافرت مع منظمة الصليب الأحمر الأمريكي في أرجاء البلاد متحدثةً عن عملها الإنساني، وباعت أعمالها الفنية في (الكز لودجز) لجمع التبرعات للمنظمة. وبالمقارنة، فقد تمّ الإحتفاء بالفنانة اميليا جونز التي اختيرت لتصميم الملصق الجداري للفيلم المصري "وداد" (١٩٣٦) من أجل الترويج له في أميركا (١٩٣٨) في مدينتها والكس-بار في ولاية بنسلفانيا، إلّا أنها تغيبت عن مجموع الأعمال المعاصرة.
ملصق جداري للفيلم المصري "وداد" (١٩٣٦)، بطولة أم كلثوم والتصميم لـ اميليا جونز، حوالي ١٩٣٨. .ويكيميديا وذي سيريان لبونيت فويس حوالي ١٩٣٨. الإتحاد الجنوبي للأندية السورية اللبنانية الأمريكية.
كان أمين الريحاني أحد أهم الأقلام الناقدة للفن العربي الأمريكي. فبالإضافة إلى الأدب، كتب الريحاني الكثير عن الفنانين والأساليب الفنية المختلفة والأعمال الفنية حول العالم. نُشرت مقالاته النقدية في "ذي سيريان وولرد" والمجلات المختصة بالفن مثل "ذي انترناشونال ستوديو" و "ذي برنت كونواسور" من ١٩١٠ إلى ١٩٣٠. ومن ضمن الفنانين الذين كتب عنهم بول داوتري (١٨٧٧-١٩٤٧) وادوارد آدم كريمر (١٨٦٦-١٩٤١) وفردريك غاريسون هول (١٨٧٩-١٩٤٦) وويليام اوبرهاردت (١٨٨٢-١٩٥٨) واندرز زورن (١٨٦٠-١٩٢٠) وويليام سيمونز (١٨٨٤-١٩٤٨) وجوناز لي (١٨٨٠-١٩٤٠) وايسو هالو (١٨٩٢-١٩٣٥).
النقد الفني
أمين الريحاني، "السوري في الفن الأمريكي"، "ذي سيريان وورلد"، تشرين الثاني ١٩٣٠، وصورة لـ نيكولاس مقصود "القبر المقدس—القدس" كما ظهر على غلاف "ذي ليتراري دايجست"، ٧ نيسان ١٩٢٨.
أماكن العرض
يعد القرن العشرين فترة إنتقالية للفنانين العرب الأمريكيين الذين تركوا خلفهم مناظر طبيعية نابضة بالحياة من أجل الهجرة إلى الولايات المتحدة. ورغبةً منهم في إثبات فنهم الحقيقي وقيمته الفنية، لجأ هؤلاء الفنانون إلى مجتمعاتهم الجديدة من أجل دعمهم في عرض أعمالهم الفنية والترويج لها. واستجابة لهم، فتحت المطاعم والفنادق ومتاجر الأزياء والدكاكين والمحلات والمعارض الصغيرة في المدن أبوابها ونوافذ عرضها وجدرانها لعرض الأعمال الفنية للعامة. فعلى سبيل المثال، عرض الفنان الياس حواط المقيم في بروكلين لوحته الزيتية الشهيرة لمغنية سوبرانو الأوبرا السورية م. كلزوم في (المطعم اللبناني) في شارع واشنطن في منطقة "سوريا الصغيرة" في مانهاتن. وأيضا ج. شبير شادي، الذي عرض لوحته المستوحاة من الرومان، في نوافذ متجر الأزياء (ف. هـ. روجرز) في باري في فيرمونت، حيث "أسَر وجودها في نافذة العرض اهتمام المارة".
برنيس ابوت، "صورة خارجية لمطعم لبناني في شارع واشنطن"، ١٩٢٨، حيث عُرضت لوحات لفنانين لبنانين في مدينة نيويورك. متحف المتروبوليتان للفنون.
اكتشف المزيد عن
بداية الفن العربي الأمريكي